تزويج الأطفال والزواج القسري – مظهر من مظاهر التمييز الجنساني
11 تموز/يوليو 2014
"تزويج الأطفال متجذر في تفاوت وضع الجنسين وعلاقات السلطة في المجتمع التي يمكن أن تسفر عن الإخضاع الدائم للفتيات والنساء. وفي غياب سبل انتصاف قانونية قابلة للاستمرار، فإن الممارسات الثقافية التمييزية المستندة إلى الآراء النمطية المتعلقة بأدوار النساء ونشاطهن الجنسي من بين الأسباب الهيكلية لتزويج الأطفال والزواج القسري،" قالت فلافيا بانسيري، نائبة مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان.
وكانت بانسيري تتحدث في حلقة نقاش، أثناء دورة مجلس حقوق الإنسان في حزيران/يونيه في جنيف، تناولت بالتحليل الأسباب الجذرية لممارسة تزويج الأطفال والزواج المبكر والزواج القسري والتحديات التي تنطوي عليها، وناقش المشاركون في الحلقة أيضاً بعض الإنجازات وأفضل الممارسات الكفيلة بمنع وإنهاء هذه الممارسة.
"الفوارق التي كثيراً ما تكون واسعة النطاق في السن والسلطة بين العرائس والأزواج تقوض قدرة الفتيات والشابات على معالجة الأمور واستقلاليتهن،" أضافت بانسيري. "والنتيجة هي التعرض للعنف البدني والنفسي والاقتصادي والجنسي؛ والعمل القسري؛ وما يُسمى جرائم "الشرف"؛ والاسترقاق المنزلي؛ والقيود على حركتهن."
وقالت فيوليت نيوباوير، رئيسة الفريق العامل المعني بالممارسات الضارة والتابع للجنة المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة، إن الاتفاقية والاجتهادات القانونية للجنة تحدد إطاراً للتصدي لممارسة تزويج الأطفال والزواج القسري، بما في ذلك التمييز الذي تواجهه الفتيات الصغيرات بسبب نوع جنسهن. وفي حالات كثيرة، في الأماكن التي لا تُنفَذ فيها الاتفاقية، يبدأ التمييز بتزويج الأطفال والزواج القسري.
"فيما يتعلق بملايين الفتيات، يبدأ التمييز على أساس الجنس ونوع الجنس منذ مولدهن. وحتى في البلدان التي لديها دساتير وقوانين متوافقة مع الاتفاقية، فإن طفولة الفتيات، بسبب العادات والتقاليد و/أو عدم إنفاذ الأحكام القانونية المحلية، كثيراً ما تنتهي بأن تصبح الفتيات ’ فتيات عرائس‘، وبأن يصبحن ضحايا للتمييز."
وفالت كيت غيلمور، نائبة المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، إن الزواج القسري هو اللص الذي يسلب الفتيات طفولتهن، ومشاركتهن النشطة في العالم، وبحثهن عن الذات وتحقيقهن للذات. وقدمت أرقاماً مذهلة عن انتشار تزويج الأطفال.
" تتزوج، أو ترتبط خارج إطار الزواج، 000 39 فتاة كل يوم دون موافقتهن الحرة والمسبقة والمستنيرة، ودون أن يكون لديهن خيار للقيام بغير ذلك أو فهم للآثار المترتبة على ذلك، وعقد لما تبقى من حياتهن،" قالت غيلمور. "يتزوجن قبل وقت طويل من بلوغهن سن الرشد التي من حقهن فعلاً بلوغها، ومن ثم فإنهن يتزوجن في انتهاك لحقوق الإنسان الخاصة بهن."
وقالت بوجا باداريناث، منسقة برنامج الدعوة والبحوث في منظمة إيجاد الموارد من أجل التمكين الفعلي (CREA)، إن الرقابة على الحقوق الجنسية والإنجابية للشابات والفتيات وانعدام الاستقلالية البدنية هما السببان الجذريان الرئيسيان لتزويج الأطفال والزواج القسري. وأضافت باداريناث أن تزويج الأطفال والزواج القسري يفضيان إلى زيادة انتهاك الحقوق الجنسية والإنجابية للشابات والفتيات، وسلطت الضوء على أن من المحتمل أن يرتفع معدل تعرضهن للعنف الجنسي إلى الضعف.
"إن الرقابة الصارمة والخانقة على حقوق النساء والفتيات بغية حماية عفتهن وشرف أسرهن تضمن عدم وجود خيار لدى الفتيات لاستكشاف خصائصهن الجنسية إلا في نطاق الزواج،" قالت باداريناث. "الوصم بسبب فقدان العذرية قبل الزواج بالغ الشدة في كثير من البلدان والسياقات، ويفضي إلى زيادة خطر التعرض لأشد أنواع العنف في المجتمع وكذلك، في أحيان كثيرة، داخل الأسر."
ووصفت المقررة الخاصة المعنية بحقوق المرأة في اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، سوياتا مايغا، الطرق التي تتصدى بها اللجنة للممارسة الضارة التمييزية المتواصلة في أفريقيا. وقد أوصت اللجنة بأن تلغي الدول جميع الأحكام التشريعية التي تميز ضد النساء والأطفال، وتوائم التشريعات الوطنية مع الالتزامات الإقليمية، بما في ذلك الالتزام برفع الحد الأدنى لسن الزواج إلى 18 سنة، وتُدرج التثقيف في مجال الصحة الجنسية والإنجابية في المناهج الدراسية.
وأكدت مايغا أنه، بالإضافة إلى التدابير التشريعية، تتسم البرامج التعليمية وتوفير الدعم لتوظيف الشابات المتعلمات بأهمية مساوية. وسلطت الضوء على أنه استُهلت في أيار/مايو 2014 حملة لعموم أفريقيا تدعو الجميع إلى حشد الجهود لمكافحة تزويج الأطفال والزواج القسري.
وأشار أيمن صادق، مدير منطقة برامج صعيد مصر في منظمة بلان الدولية، إلى الحملة العالمية التي تقوم بها منظمته لإنهاء تزويج الأطفال والزواج القسري، "لأنني فتاة". وتعمل منظمة بلان الدولية على ثلاثة مستويات للتغيير: مع المؤسسات والحكومة لتغيير القوانين والسياسات؛ ومع الأسر والمجتمعات المحلية لتغيير الهياكل الاجتماعية وتحدي المعايير الضارة؛ ومع الأفراد لتمكين الفتيان والفتيات.
"تُظهر التجربة في مصر وفي مناطق أخرى أن العمل مع الفتيات لا يكفي. فالفتيان والرجال لهم دور بالغ الأهمية يؤدونه في إنهاء دوامة تزويج الأطفال والزواج المبكر مع الأسر." أكد صادق. "الرجال يشغلون، في أحيان كثيرة، مواقع سلطة في الأسر والمجتمعات المحلية حيث يحتفظ الآباء والأخوة والأزواج وراسمو السياسات بجزء كبير من سلطة اتخاذ القرارات يسمح باستمرار الممارسة."
11 تموز/يوليه 2014