إن عددًا من موظفي الأمم المتحدة بمن فيهم 8 من موظفي المفوضيّة السامية لحقوق الإنسان محتجزون في اليمن
تدعو المفوضية السامية لحقوق الإنسان إلى إطلاق سراحهم فورًا.
02 حزيران/يونيو 2023
نحتفل خلال شهر حزيران/ يونيو بالذكرى السنوية الـ30 لاعتماد إعلان وبرنامج عمل فيينا، هذه الوثيقة البارزة التي مهدت الطريق أمام إنشاء مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان.
واحتفالًا بهذه المناسبة، تنظّم حكومة النمسا ومفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان حدثًا رفيع المستوى في 5 و6 حزيران/ يونيو في فيينا بغية التفكير في التقدم المحرز وإعادة إحياء توافق عالمي للآراء بشأن حقوق الإنسان، وهو أمر ضروري لمواجهة التحديات الراهنة. فبعد مرور ثلاثين عامًا على إعلان فيينا، يواجه العالم أزمات متعددة، وقد أصبح الالتزام بحقوق الإنسان اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى.
ويشكّل الحدث الذي يستغرق يومَيْن محطّة أساسية من المبادرة التي أطلقتها المفوضيّة السامية لحقوق الإنسان وتمتدّ على عام كامل، احتفالًا بالذكرى السنوية الـ75 لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وقد أعلن مفوّض الأمم المتّحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، الذي يشارك في الاحتفالات ويلتقي رئيس النمسا ألكسندر فان دير بيلين، ووزير الخارجية ألكسندر شالينبرغ ومسؤولين آخرين، قائلاً: "بثّ إعلان فيينا وعيًا عالميًا بصيغة مباشرة لكن محورية لحقوق الإنسان، ومفادها أنه لا يمكن أن نتمتّع بحق من حقوق الإنسان من دون الآخر." ويشارك في حلقات النقاش أيضًا عدد من المدافعين عن حقوق الإنسان ومن قادة الفكر البارزين.
واستنادًا إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان المُعتَمَد في العام 1948، تغلّب المندوبون في المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان في فيينا على الخلافات وأكدوا عالمية حقوق الإنسان وعدم قابليتها للتجزئة وترابطها الوثيق.
ويمثل توافق الآراء في فيينا التزامًا بارزًا من جانب الدول الأعضاء بإيلاء المزيد من الاهتمام لحقوق الإنسان، كما أنّه أدى إلى إحراز تقدم تاريخي في مجال حقوق المرأة والطفل والشعوب الأصلية والأقليات وغيرها من المجموعات الأخرى. وساهم المؤتمر أيضًا في إحراز تقدم تاريخي في مكافحة الإفلات من العقاب، بما في ذلك إنشاء المحكمة الجنائية الدولية، ما بعث الأمل في أنّ يومًا لن يمر على أكثر الجرائم وحشية في العالم من دون عقاب.
إلاّ أنّ عددًا من التحديات الجديدة يعيق الوفاء بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومن بينها الرقمنة وتغير المناخ، وأوجه التفاوت الصارخة، والتمييز بين الجنسين، وتصاعد خطاب الكراهية، والتضليل والاستقطاب.
والشباب اليوم في طليعة النشاط النضالي في مجال حقوق الإنسان ويرون أنفسهم من الأجيال الأكثر عرضة للخطر بسبب قضايا تنطوي على الكثير من التحديات، منها تغير المناخ والحقوق الرقمية. والحدث الأول في هذا السياق هو مؤتمر المدافعين الشباب عن حقوق الإنسان المنعقد في فيينا يوم الاثنين الواقع فيه 5 حزيران/ يونيو.
فقد أنشأت مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان فريقًا استشاريًا للشباب يشارك في تصميم مبادرة حقوق الإنسان 75 وفي تنفيذها ومتابعتها.
وأكّد الناشط من زمبابوي في مجال حقوق الإنسان والمتخصص في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والمشاركة المدنية كورتني موكويي، قائلًا: "ليس الاحتفال بأي ذكرى سنوية مهمًا إلا بقدر ما يساهم في ترسيخ الأساسات الضرورية للاستجابة لتحديات المستقبل."
وطالب موكويي الذي يبلغ من العمر 27 عامًا، الحكومات إلى دعوة الشباب إلى المشاركة في طاولة صنع القرارات الرامية إلى مواجهة التحدّيات القائمة اليوم في مجال حقوق الإنسان.
وأضاف قائلاً: "لا يمكنكم اتّخاذ قرارات تؤثّر على حياتنا من دون مشاركتنا. فهذا الأمر مستحيل."
ويلقي تورك يوم الثلاثاء 6 حزيران/ يونيو كلمة رئيسية. وتُعقد أيضًا حلقات نقاش تتناول عالمية حقوق الإنسان والتكنولوجيا وحقوق الإنسان، فضلًا عن حقوق الإنسان بوصفها الحل للتحديات العالمية. ومن بين المتحدثين في حلقة النقاش الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي المعني بحقوق الإنسان إيمون غيلمور، ووزير الاقتصاد النمساوي مارتن كوشر، والحائزة على جائزة نوبل للسلام الإيرانية شيرين عباد، ومقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالمدافعين عن حقوق الإنسان ماري لولور، وغيرهم.
إنّ إعلان فيينا هو وثيقة حية يمكنها أن توجّه اليوم طموحاتنا.
فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان
وتعتبر فينوس آفيس، وهي ناشطة من الفلبين في مجال حقوق مجتمع الميم، أنّ الانتكاسة المأساوية التي تشهدها حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم تشكّل دليلًا صارخًا على أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أكثر أهمية اليوم من أي وقت مضى.
وأكّدت آفيس التي تبلغ من العمر 22 عامًا وهي عضو في الفريق الاستشاري للشباب، قائلة: "إنّ الثمن الذي ندفعه مقابل حريتنا هو بذل العناية الواجبة بصورة مستمرة لمراعاة حقوق الإنسان التي نتمتّع بها."
تحتفل مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان خلال العام 2023 بمبادرة حقوق الإنسان 75 بهدف تعزيز عالمية حقوق الإنسان وعدم قابليتها للتجزئة، ودعوة الدول وجميع الأطراف الأخرى إلى إطلاق تعهدات واتخاذ خطوات واضحة من أجل الوفاء بوعود الإعلان العالمي.
ويشارك حاليًا قادة من جميع أنحاء العالم، إلى جانب مؤسسات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني والشباب والفنانين وغيرهم، في محادثات صريحة تهدف إلى تقديم حلول عملية لمواجهة التحديات العالمية الراهنة.
وتُتَوَّج مبادرة حقوق الإنسان 75 بحدث رفيع المستوى يُنَظّم في 11 و12 كانون الأول/ ديسمبر في جنيف.
وختم تورك قائلاً: "إنّ إعمال حقوق الإنسان الكامل للجميع هو عمل متواصل لا ينتهي، ونحن بحاجة إلى تكييف تفكيرنا وتحديثه باستمرار بغية الاستجابة للتحديات المحدقة بنا."