الاحتفال بيوم حقوق الإنسان حول العالم
18 كانون الاول/ديسمبر 2024

انطلاقًا من هايتي وصولًا إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية مرورًا بجنيف وسري لانكا، نظّمت مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان وشركاؤها سلسلة من الأنشطة والفعاليات في جميع أنحاء العالم، احتفالًا بيوم حقوق الإنسان 2024. وقد حملت هذه الاحتفالات رسالة كرّسها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ألا وهي أنّ حقوق الإنسان تخصّكم وتتمحور حول حياتكم، وهي تعنيكم جميعكم أينما كنتم.
وحملت الاحتفالات هذا العام شعار "حقوقنا، مستقبلنا، فورًا"، وركّزت على فكرة أنّ حقوق الإنسان هي المسار إلى الحلول، بما أنّها تمكّن الأفراد والمجتمعات المحلية من بناء مستقبل أفضل، لا سيما في أوقات الأزمات.
وبمشاركة المجتمع المدني والشباب والمدافعين عن حقوق الإنسان والمؤسسات الحكومية، شملت الأنشطة عرض أفلام، وتنظيم حلقات عمل ونقاش، وعروضًا موسيقية وراقصة، وغرس أشجار ومحاكم صورية مع الطلاب، وحملات إلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي ورسائل إذاعية تقليدية، وسباقات على الأقدام في إثيوبيا وزيمبابوي.
وفي جنوب أفريقيا، تعاون المكتب الإقليمي للجنوب الأفريقي مع هيئة الإذاعة والتلفزيون لإنتاج حلقة نقاش تناولت الشباب ومكافحة العنف الجنساني. وفي هذا الصدد، أعلن المنسق المقيم للأمم المتحدة في جنوب أفريقيا نيلسون موفوه قائلًا: "في أوقات الأزمات، تقدّم حقوق الإنسان حلولاً للمشاكل المعقدة."
وتابع قائلًا: "وفي أوقات السلم، تساعدنا على بناء مجتمعات عادلة ومزدهرة. وفي أوقات الشكّ وعدم اليقين، تشكّل وسيلة حاسمة للحفاظ على الاستقرار."
وفي هايتي، حيث يتسبّب عنف العصابات المسلحة وانعدام الأمن المتفشيَيْن على نطاق واسع، بتعميق الأزمة الإنسانية الحادة أصلًا، نظّمت المفوضية السامية أنشطة دعم وجلسات توعية بحقوق الإنسان للأطفال الأيتام ضحايا عنف العصابات. كما أتاح يوم حقوق الإنسان مساحة للإشادة بالأهل.

أقيمت فعاليات لمناسبة يوم حقوق الإنسان في كل من هايتي وزيمبابوي وسري لانكا وجنيف وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبابوا غينيا الجديدة وإندونيسيا، وفي جميع أنحاء العالم العربي. © المفوضية السامية لحقوق الإنسان
وفي الدوحة، أنتج مركز مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان للتدريب والتوثيق، وبمشاركة شباب من جميع أنحاء العالم العربي وباكستان، مونتاجًا لأفلام قصيرة بشأن حقوق الإنسان، وذلك ضمن إطار مسابقة أفلام بعنوان "حقوق الإنسان بعدسة الشباب."
وفي كنشاسا، شهد يوم حقوق الإنسان حفل توزيع جوائز النسخة الأولى من المسابقة الوطنية لجائزة جوليان لوسينج لحقوق الإنسان. وقد فازت لوسينج بجائزة مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان لعام 2023، هي قائدة مجتمعية ومدافعة عن حقوق الإنسان ناضلت من أجل حقوق النساء والفتيات وضدّ العنف الجنساني في جمهورية الكونغو الديمقراطية لأكثر من 40 عامًا.
ونظّمت المفوضية السامية، بالشراكة مع مراكز الأمم المتحدة للإعلام، عروضًا سينمائية في جاكرتا، حيث ناقش الطلاب موضوع إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة وتحقيق المساواة لهم، والمجتمعات المحلية الأصلية المهمشة في إندونيسيا، والسياسات العامة بشأن الحق في بيئة صحية. وبدعم من الوجود الميداني ومراكز الأمم المتحدة للإعلام، تم تنظيم 18 عرضًا ونقاشًا عامًا في 14 بلدًا، تناولت مجموعة متنوعة من مواضيع حقوق الإنسان، بما في ذلك عرض في نيويورك استضافته الأمينة العامة المساعدة لحقوق الإنسان إلزي براندز كيريس.
وأكّد أحد الطلاب من جاكرتا قائلًا: "يرتبط الكفاح من أجل السياسات العامة بشأن البيئة بتشكيل مستقبل تتعايش فيه العدالة والاستدامة."
حقوقنا، مستقبلنا، فورًا
في بابوا غينيا الجديدة، أدارت المفوّضية السامية حلقة دراسية تم بثها على الهواء مباشرةً، وتناولت التزامات الدولة باحترام وحماية حقوق الإنسان للجميع، نظمتها وزارة العدل ومكتب المدّعي العام. وشدّد منسق الأمم المتحدة المقيم ريتشارد هوارد في كلمته الرئيسية، على أهمية ترسيخ حماية حقوق الإنسان في دستور بابوا غينيا الجديدة وإتاحتها على مستوى المجتمع المحلي.
وأقيمت عدة أنشطة في جميع أنحاء أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، منها عرض فيلم "State of Silence" (الصمت) في المكسيك، وتلته حلقة نقاش مع الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان حول سلامة الصحفيين؛ وحوار رفيع المستوى بين الحكومة ومنظمات المجتمع المدني حول مستقبل الحقوق في كالي بكولومبيا، بالإضافة إلى حفل موسيقي للراب مع الشباب؛ واحتفال في حديقة المعرض الوطني للفنون في جزر البهاما، بمشاركة مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى.
وفي ياوندي، استضاف مكتب المفوضية السامية الإقليمي لوسط أفريقيا مشاورة مع لجنة حقوق الإنسان التابعة لنقابة المحامين في الكاميرون بشأن تعزيز حماية المدافعين عن حقوق الإنسان والجماعات المدافعة عن حقوق الإنسان في الكاميرون، فيما نظم مكتب المفوضيّة في شرق السودان حلقات عمل تدريبية للأشخاص ذوي الإعاقة بشأن رصد انتهاكات حقوق الإنسان والإبلاغ عنها، مع التركيز على العنف الجنساني.
كما عُقدت حلقات عمل ونقاش ومحاكم صورية وعروض راقصة ومعارض فنية حول آليات حقوق الإنسان والعدالة وبناء السلام والتحرّر من التعذيب والحق في التعليم والوصول إلى العدالة في بوركينا فاسو وتشاد وغينيا وغينيا-بيساو وكينيا وكوسوفو وليبيريا والنيجر وتنزانيا وزامبيا وغيرها من البلدان الأخرى.
وفي جنيف، دوّى صوت 500 طالب من الصفوف الثانوية في أروقة قصر ويلسون المزخرفة، ضمن إطار فعالية اليوم المفتوح التي تضمّنت البحث عن كنز وكشكًا للصور وألعابًا ترفيهية تهدف إلى التعرف على كيفية الوصول إلى حقوق الإنسان، بالإضافة إلى مناقشة حول حقوق الإنسان مع نائبة المفوض السامي ندى الناشف وخبراء آخرين في مجال حقوق الإنسان.
وأكّدت الناشف أمام الطلاب الشباب أنّ صوتهم وأسئلتهم وحلولهم هي بالغة الأهمية في عالم اليوم، أكثر من أي وقت مضى، من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان.
فقالت: "اليوم هو يوم للتأملّ والتفكير في معنى حقوق الإنسان. والمساواة للجميع. وحماية الكرامة الإنسانية. والحق في الذهاب إلى المدرسة، والحصول على الرعاية الطبية، والتعبير عن الرأي. فهذه الحقوق كلّها من حقوق الإنسان الواجبة لكم جميعًا."
وقد عبّر مفوض الأمم المتّحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في رسالته المصورة لمناسبة يوم حقوق الإنسان 2024 عن روح هذا اليوم المميّز فقال:
"حقوق الإنسان تخصّ الناس. وتتمحور حولكم وحول حياتكم: وتغطّي احتياجاتكم ورغباتكم ومخاوفكم؛ وآمالكم في اليوم والغدّ."

من جنوب أفريقيا إلى كوسوفو مرورًا بنيويورك، تميّز يوم حقوق الإنسان 2024 برسالة مشتركة، ألا وهي أنّ حقوق الإنسان تتمحور حول حياتكم وتخصّ الجميع في كل مكان. © المفوضية السامية لحقوق الإنسان