Skip to main content

تدريب الشرطة يساهم في حماية حقوق الإنسان في سياق الانتخابات في ليبريا

23 كانون الاول/ديسمبر 2024

نائب مفوض الشرطة سايمور مولباه (إلى اليمين) يقف مع مساعد مفوض الشرطة المعني بالتدريب أثناء الخدمة، في أكاديمية الشرطة الليبرية، كارتر ن. جايمس. وأكّد كلاهما أنّ التدريب ساهم في ضمان عملية انتخابية أكثر أمانًا ونزاهة.
© المفوضية السامية لحقوق الإنسان/ فنسنت تريمو/ استوديو الإنسانية

أوضح مساعد مفوض الشرطة المعني بالتدريب أثناء الخدمة في أكاديمية الشرطة الليبرية، كارتر ن. جايمس قائلاً: "ساهمت هذه التدريبات على جعل العملية الانتخابية أكثر أمانًا ونزاهة من خلال ضمان فهم ضباطنا مسؤولياتهم."

وقد واجهت ليبريا تحديات بارزة في عملياتها الانتخابية، وغالبًا ما شابتها التوترات والنزاعات بين الأحزاب السياسية. وفيما تسعى البلاد جاهدةً إلى توطيد أسس الديمقراطية، أصبحت توعية أجهزة إنفاذ القانون بحقوق الإنسان تتّمس بأهمية قصوى.

وفي هذا السياق، أدّت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان دورًا فعالًا في توفير التدريب والموارد للشرطة الليبرية، بهدف تعزيز ثقافة احترام حقوق الإنسان في سياق الانتخابات وما بعدها.

وفي السنوات الأخيرة، انخرطت المفوضية السامية مع مختلف أصحاب المصلحة في ليبريا بغية تعزيز قدرة أجهزة إنفاذ القانون على حماية حقوق المواطنين. وتكتسي هذه المبادرة أهمية خاصة في بلد لا يزال يتعافى من آثار الحرب الأهلية.

CIP Mentor T. Walker shared his own experiences that highlight the training's impact. “Due to the training I acquired, I was able to put my training into use and survive tense situations during the elections,” he said. © OHCHR / Vincent Tremeau / Studio Humanity

شارك المرشد في جهاز المخابرات ت. ووكر تجربته مع التدريب وأثره. وقد أوضح قائلًا: "بفضل التدريب الذي شاركتُ فيه، تمكنتُ من الاستفادة ممّا اكتسبته والنجاة من المواقف المتوترة التي تسود الانتخابات." © المفوضية السامية لحقوق الإنسان/ فنسنت تريمو/ استوديو الإنسانية

وتركز برامج التدريب على تزويد الشرطة بالمعارف والمهارات اللازمة لإدارة أمن الانتخابات بكلّ فعالية، في موازاة صون معايير حقوق الإنسان. وقد شملت الدورات التدريبية أكثر من 3,000 ضابط أمن معني بالانتخابات، من بينهم 741 امرأة، منتشرين في جميع أنحاء البلاد. وعُقِدَت في الفترة الممتدّة بين تموز/ يوليو وتشرين الأوّل/ أكتوبر 2023. وقد ساهمت في منع انتهاكات حقوق الإنسان في سياق الانتخابات، وفي ضمان أن تعمل أجهزة إنفاذ القانون ضمن إطار يحترم حقوق جميع المواطنين.

ورأى نائب المفوض سايمور مولبه أنّ الأثر البارز للتدريب على أجهزة إنفاذ القانون، يتمثّل في اكتساب فهم أفضل لحقوق الإنسان.

وشرح قائلًا: "أدرك عناصرنا أنّه من مسؤوليتهم ضمان بيئة تصويت آمنة، ما يسمح للمواطنين بالتعبير عن حقوقهم بكلّ حرية."

وقد غطت البرامج التدريبية التي يسرتها مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان مواضيع مختلفة في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك استخدام القوة ومكافحة الشغب وحقوق الناخبين والمساواة بين الجنسين. وقد أثبت هذا النهج فعاليته في الحدّ من المواجهات وتعزيز بيئة أكثر سلمية خلال الانتخابات.

ومن خلال هذه المبادرات، شهدت الشرطة انخفاضًا ملحوظًا في انتهاكات حقوق الإنسان في سياق الانتخابات.

وتابع مولبه قائلًا: "لم نبلّغ عن حالات بارزة من وحشية الشرطة، كما أنّ عناصرنا تصرفوا بكلّ نزاهة. وحتى عندما حاول بعض الأفراد القيام بحملات انتخابية في يوم الانتخابات الواقع فيه 10 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023، تدخّل عناصرنا بشكل سلمي وشرحوا قوانين الانتخابات."

أمّا جايمس فاعتبر أنّ المعرفة التي اكتسبها جعلت منه قائدًا أكثر فعالية.

فقال: "أدركتُ التوازن الحاسم بين الحفاظ على النظام واحترام حقوق الإنسان، وهو أمر ضروري لبناء ثقة الجمهور."

ويُظهر التعاون بين الشرطة الليبرية ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان تحولًا إيجابيًا نحو مستقبل تشكّل فيه حقوق الإنسان جزءًا لا يتجزأ من إنفاذ القانون.

وشرح جايمس قائلًا: "من خلال الدعم والتدريب المستمرين، يمكننا تعزيز قدرتنا على حماية حقوق جميع المواطنين وإجراء انتخابات سلمية في السنوات المقبلة."

وفيما تمضي ليبريا قدمًا، فإن التزام قوات الشرطة بالتدريب في مجال حقوق الإنسان، يمثل شهادة على القوة التحويلية للتعليم والتعاون.

وختم جايمس قائلًا: "نحن بحاجة إلى إذكاء وعي العناصر المكلّفين بإنفاذ القانون، بدورهم... حتى لا يبرز أي شكل من أشكال الترهيب، وكي تأتي الانتخابات خالية من أي ترهيب أمني."

لا تقتصر الجهود الجارية التي تبذلها مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان على التصدي للتحديات الآنية فحسب، بل ترسي الأساس لمستقبل أكثر ديمقراطية وأمنًا لجميع الليبريين.

الصفحة متوفرة باللغة: